ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
ما الذي تبحث عنه؟
أدخِل كلمات للبحث
جاري البحث
لا توجد نتائج متطابقة
حاول البحث مرة أخرى
عذرًا!
حدث خطأ ما
في ظلّ التطورات الاقتصادية المتسارعة التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة، تعقّدت مفاهيمُ المال وتشابكت المعاملات المادية، لكن، يظلُّ المسلم الحريص على دينه، وعلى حماية نفسه من الفتن، يبحث عن الحلال الطيب في كل قرشٍ يدخل جيبه. ومع توسّع الاستثمارات الحديثة، برز مفهوم تطهير الأسهم كأحد الضوابط الشرعية التي تحفظ للمسلم نقاء ماله وبركة رزقه، وتمنحه طمأنينة أن كل ما يملكه موافق لقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172].
ما هو مفهوم تطهير الأسهم؟
تطهير الأسهم هو إخراج الجزء غير المباح من الأرباح الناتجة عن استثمار في شركة مختلطة — أي شركة يكون نشاطها الأساسي مباحًا، لكنها قد تتعامل أحيانًا بالقروض الربوية أو تودع أموالها في حسابات بنكية بفوائد، أو تحقق دخلًا جزئيًا من مصادر غير مشروعة.
بمعنى آخر، التطهير هو عملية تنقية للمال من أي شبهة محرّمة. ويستند هذا المبدأ إلى قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية تقول: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب."
فإذا لم يمكن تجنّب المعاملات المختلطة كليًا في بعض الأسواق، وجب حينها تطهير الأرباح من الجزء غير المشروع.
وقد قال رسول الله ﷺ: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا» (رواه مسلم).
فالمؤمن لا يرضى أن يختلط ماله بحرام، ولو بقدر يسير، لأنه يعلم أن المال الخبيث يُذهِب البركة، وأن المال الطيب يزيدها وينميها.
كيف يتم احتساب نسبة تطهير الأسهم؟
تحديد نسبة التطهير ليس أمرًا عشوائيًا، بل يتم عبر منهجية علمية دقيقة تعتمد على التحليل المالي والشرعي للقوائم المالية للشركات.
الخطوات الأساسية عادةً تكون كالتالي:
1. تحليل مصادر الدخل
تقوم الهيئة الشرعية أو الجهة المختصة بمراجعة تقارير الشركة لتحديد نسبة الدخل الناتج عن معاملات غير مشروعة (فوائد بنكية، قروض ربوية، أو استثمارات محرمة).
2. حساب النسبة المئوية
تُحسب نسبة الدخل المحرّم من إجمالي إيرادات الشركة. مثلًا، إذا كان 1.5% من دخل الشركة غير مشروع، فهذه هي نسبة التطهير.
3. تطبيق النسبة على الأرباح الشخصية
يطبّق المستثمر هذه النسبة على الأرباح التي جناها من السهم خلال العام.
على سبيل المثال:
إذا كانت أرباحك من شركة ما 2000 دولار، وكانت نسبة التطهير المعلنة 1.5%، فعليك إخراج 30 دولارًا تطهيرًا لمالك.
ملاحظة مهمة: مبلغ التطهير لا يُعتبر صدقة تطوع، بل هو مال يجب التخلص منه، لأنه ليس حقًا للمستثمر، بل مال اختلط بحرام فيجب إزالته. ومع ذلك، يُستحب صرفه في وجوه الخير للفقراء والمحتاجين، دون نية الصدقة.
من يُصدر نسب التطهير المعتمدة؟
نظرًا لتخصص هذا المجال، لا يقوم الأفراد عادةً بحساب التطهير بأنفسهم، بل يعتمدون على الهيئات الشرعية واللجان المتخصصة في المعاملات المالية الإسلامية.
ومن أبرز الجهات المعتمدة التي تصدر قوائم دورية بنسب التطهير:
تصدر هذه الهيئات النسب بعد مراجعة دقيقة للقوائم المالية كل ربع أو نصف سنة، وتعلنها للمستثمرين كي يتمكنوا من إخراج التطهير بسهولة وشفافية.
الفرق بين الزكاة وتطهير الأسهم
رغم أن كليهما يطهر المال، إلا أن بين الزكاة والتطهير فروقًا جوهرية في النية والغاية والحكم:
قال تعالى في الزكاة: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 103].
أما التطهير فهو أقرب إلى إرجاع المال إلى موضعه الصحيح، لأن هذا الجزء لم يكن حلالًا منذُ البداية.
دور هيومان أبيل في تطهير الأسهم
في إطار التزامها بالشفافية والتمكين الأخلاقي للعطاء، تتيح هيومان أبيل للمتبرعين والمستثمرين فرصة توجيه مبالغ التطهير نحو مشاريع خيرية وإنسانية تخدم المستضعفين حول العالم.
فالمال الذي يُطهَّر اليوم قد يكون غدًا ماءً يشربه عطشان، أو دواءً لطفل مريض، أو غذاءً لأسرة جائعة في غزة أو السودان أو اليمن. فمن خلال برامجها المنتشرة في أكثر من 25 دولة، تقوم هيومان أبيل بتوظيف مبالغ التطهير في مجالات مثل:
وبذلك يتحوّل المال الذي أُخرج بنية التطهير إلى صدقة جارية تعود بالنفع والخير على المحتاجين، ويكتسب صاحبه أجرًا مضاعفًا بنقاء نيّته.
الأسئلة الشائعة
هل يجب تطهير جميع الأسهم أم فقط المختلطة؟
يُطهّر فقط ما كان من الأسهم المختلطة التي تتعامل بنسب محدودة من المحرمات، أما الشركات النقية التي تخلو من أي تعامل ربوي فلا يلزم تطهير أرباحها.
هل يجوز تأجيل التطهير إلى نهاية السنة المالية؟
يجوز التأجيل لغرض الدقة في الحساب، لكن يُستحب المبادرة بالتطهير فور إعلان النسب لتبرئة الذمة سريعًا.
هل تُحسب نسبة التطهير على الأرباح فقط أم على رأس المال؟
عادة تُحسب على الأرباح المحققة فقط، إلا إذا صرّحت الهيئة الشرعية بخلاف ذلك في حالات معينة كوجود فوائد مترتبة على رأس المال.
إن تطهير الأسهم ليس مسألة حسابية بحتة، بل ترسيخًا لإيمان المسلم بأهمية أن يكون رزقه ومطعمه ومشربه من حلال. فكما يحرص المسلم على طهارة بدنه وصلاته، يجب أن يحرص على طهارة ماله. قال رسول الله ﷺ: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه» (رواه الترمذي).
وعلى ذلك فإنّ تطهير أموالك استثمارٌ في رضا الله، وضمانًا لبركة الرزق، وجسرًا يصل الخير من جيبك إلى يد محتاجٍ في أقصى الأرض.
