16.12.2024
يُعدُّ شهر رمضان من أعظم الشهور في حياة المسلم، فهو شهرُ الرحمة والمغفرة والعتق من النار. ومن جميل فضل الله تعالى على عباده أن جعل في هذا الشهر أعمالًا عظيمة تُضاعف فيها الحسنات ويتضاعف أجر الصائمين والعباد، إذا ما اغتنموا هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله.
الصدقة ودورها في زيادة الأجر
الصدقة من أعظم الأعمال التي حثَّنا عليها الإسلام، وهي في رمضان أشدّ أفضل وأعظم ثوابًا. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وتشمل صدقة رمضان إعطاء المال والطعام للفقراء، وتوفير وجبات الإفطار للصائمين المحتاجين، أو حتى تقديم المساعدة المادية والمعنوية لأهلنا وجيراننا ومجتمعنا. ومن الفضائل العظيمة التي يتحصّل عليها المتصدّق أن يبارك الله في رزقه وبركة حياته، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾
كما أنّ العمل على مساعدة الأيتام والأرامل من الأعمال الجليلة التي تُضاعف فيها الحسنات، ويُعزّز بها شعورنا بأهميّة التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.
قراءة القرآن وأهميتها
فضل قراءة القرآن في رمضان عظيم، إذ إنَّ الله خصّ هذا الشهر بنزول القرآن، كما قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ ولقراءة القرآن في رمضان أثر كبير في تليين القلوب وتهذيب النفوس، حيث يعيش المؤمن أجواءً إيمانية وهو يتدبر آيات الله. فكان السلف الصالح يُقبلون على تلاوته وختمه مرات عديدة خلال الشهر الفضيل، مستشعرين بركته ونوره. لذا فإن تخصيص وقت يومي لقراءة القرآن ولو صفحات قليلة يخلق ارتباطًا وثيقًا بكلام الله، ويجعل الروح أكثر قربًا من خالقها، ويُحفزها على المزيد من الطاعة والذكر.
الدعاء والذكر في شهر الرحمة
للدعاء في رمضان خصوصية كبيرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم"
فالدعاء هو حصن المؤمن ومصدر راحته، فهو يتجه به بقلبه وروحه إلى الله، طالبًا المغفرة والرحمة. كما أن الذكر من العبادات التي تفتح أبواب الطمأنينة في صدور المؤمنين، فالتسبيح والتهليل والتحميد والاستغفار من أفضل ما يملأ به المسلم وقت فراغه في الشهر الكريم. وما أجمل أن يختم المسلم يومه بين ذكرٍ ودعاءٍ وقراءة للقرآن، فيجمع بين مختلف العبادات التي تُهوِّن عليه مشاقَّ الحياة وتُكثر من حسناته.
دعم المشاريع الخيرية خلال الشهر المبارك
يُعتبر دعم المشاريع الخيرية عملًا عظيمً أثرًا وأجرًا، سواء كانت جمعيات إنسانية أو مبادرات تطوعية، تُعنى بإفطار الصائمين وتقديم المساعدات الطبية والتعليمية وغيرها. وهذه المشاركات تُجسّد قيمة التكاتف، إذ يساهم المسلمون بأموالهم وجهودهم لإدخال الفرح على قلوب المحتاجين، وتخفيف وطأة الفقر والمرض عن الضعفاء. إن التطوع في مثل هذه المشاريع يزيد من شعور الإنسان بالرضا الداخلي، ويرسخ روح التضامن التي يدعو إليها الإسلام. وهيومان أبيل تقدّم عددًا من الاختيارات التي تسهّلُ على المسلمين طريق الخير وإيصاله لمستحقيه في شتى أنحاء العالم.